أحداث
اللعبة هي رؤية مغايرة أو بديلة في العام 1964 ما بعد الحرب العالمية
الثانية في المدينة الانجليزية Wellington Wells. تقوم في اللعبة بدور
ثلاثة شخصيات مختلفة هم Sally و Ollie والشخصية الرئيسية التي تبدأ أحداث
اللعبة بها Arthur وهو الشخص المنزعج من الحال التي آلت له المدينة ومجتمعه
حيث يتم السيطرة على عالمه عن طريق دواء تحت اسم Joy أو “السعادة” وهو أحد
مضادات الاكتئاب التي تبقي المواطنين في حالة من السعادة المستمرة والذي
يجعلهم يتناسوون مآسي الحرب العالمية الثانية.
يقوم
المجتمع بعزل ونبذ كل من يرفض تلقي هذا العقار وهو ما يقلب حياة Arthur
رأساً على عقب عندما يقرر الامتناع عن أخذ الدواْ فيصبح مطارداً ومنبوذاً
من حياته الرغيدة ووظيفته إلى العراء هو الآخر من الجميع وعندها يبدأ
باسترجاع ذكرياته مع أخيه وينطلق في رحلة لتصحيح الأوضاع.
اللعبة
في الأساس تتبع أسلوب الـ Sandbox لطرح والانتقال بين أجزاء القصة تاركة
لك المجال للاكتشاف بعض الشيء، بالإضافة لعوامل الالصراع للبقاء مثل نوع
ألعاب Survival ولكن بدون التشدد في جوانب الطعام والنوم والشراب التي
بالطبع ستؤثر على تجربة لعبك ولكن ليس بالقدر الكافي فمثلاً ستركض بشكل
أسرع ان كنت شبعاناً وستقاتل بشكل أفضل ان أخذت حصتك من الراحة وسيتحتم
عليك أيضاً البحث عن المواد والموارد من حولك والاستفادة منها قدر
المستطاع.
تشبه اللعبة في
مظهرها سلسلة ألعاب Bioshock وبرغم أن البعض لا يحب عقد هذه المقارنة ولكن
ان دققتم فستجدون تشابهاً في عدة جوانب من اللعبتين. وبرغم بعض المشاكل
الطفيفة مثل معدل الاطارات وبعض الـ Glitches التي يتم إصلاحها بالطبع مع
التحديثات والتحركات الغير متقنة أحيانا لشخصيات اللعبة الثانوية NPC التي
تعطيك شعوراً أحياناً أن اللعبة ذات انتاج منخفض، إلا أن القصة والعالم
المحيط بك سيكون العامل الأكبر الذي سيدفعك لاستكمال تجربة اللعب إن لم تكن
هذه المشاكل قد تم علاجها بالفعل حالياً.
تحتوي
اللعبة على لحظات رائعة في بعض أجزاءها تظهر فيها الشخصيات الثانوية بشكل
لائق ويدل على اتقان العمل على جوانب القصة المختلفة وعمقها، كما أن تغيرات
الجو العام في عالم اللعبة التي تنجرف بين الحزن والسعادة والمزاح والجدية
المبالغ فيها كل هذا مع طابع الستينات الطاغي بالطبع نظراً لزمن الأحداث
يجعل من اللعبة تجربة فريدة للغاية ستجعلك تتصرف أحياناً كأحد مواطني
المدينة فعلاً، فستستمع لإذاعة الراديو وتقرأ المنشورات المعلقة وتتوقف
قليلاً ثم تتأمل فيما حولك وذلك لأن عالم Wellington Wells هو عالم غني
فعلاً بالتفاصيل التي ستبقيك منشغلاً لوقت طويل. الأداء الصوتي والمؤثرات
والموسيقى كلها عوامل تم إتقانها لتقديم تجربة أفضل تظهر بقوة عند الانتقال
لرؤية العالم من منظور عقار السعادة أو العالم الحقيقي.
تتمحور
اللعبة بشكل رئيسي حول القتال والتخفي والاستكشاف وعوامل أخرى اجتماعية
تفاعلية (مثل معرفة المواطنين ان كنت تتناول العقار أم لا) مما يجعلهم
بالتالي ينقلبون عليك في حال عدم تناولك للدواْ كما ذكرنا سابقاً، مما يني
أنه سينبغي عليك توخي الحذر عند التجول في بعض المناطق فلا تركض بسرعة
كالمجانين أو تقم بلكم الناس من حولك أو تبحث في سلات القمامة كل هذه
تصرفات ستلفت الأنظار إليك.
بالطبع
كان من الممكن أن يكون جانب التفاعل الاجتماعي مع المواطنين أكثر عمقاً
ولكن لحسن الحظ وجود الشخصيتين الاضافيتين التي تعطيك تجربة مختلفة عند
اللعب بأحدهما في كل مرة وتستغل هذا الجانب التفاعلي الاجتماعي بشكل أفضل
وذلك لاختلاف الطبقات الاجتماعية لكل من الشخصيات واختلاف آرائهم وكذلك
مكان عيش ونشأة كل منهم داخل عالم اللعبة وهو ما يعطيك سبباً للبحث أكثر
داخل عوالم كل من هذه الشخصيات وعيش تجربة مختلفة.
عامل
التخفي أحد أهم العوامل في اللعبة وستجد نفسك في أجزاء كبيرة من اللعبة
معتمداً عليه بشكل رئيسي. هذا بالطبع على الرغم من بساطته و قصور التحدي
الذي يقدمه الذكاء الاصطناعي AI في بعض الأحيان. أحد الجوانب الجيدة في
عامل التخفي هو مؤشر خطوات أعدائك حيث أنه يعد عامل مساعد هام للاستفادة
منه في التخفي والانقضاض على خصومك في الوقت والمكان المناسب.
على
صعيد آخر فعامل القتال يعاني من الفقر قليلاً فستعتمد فقط وكلياً على
ضربات الـ Melee قريبة المدى في غاية البساطة وعلى الرغم من تعدد الأسلحة
التي يمكنك استخدامها إلا أن التجربة تبقى متشابهة. بالإضافة إلى الـ hit
box الغريب بعض الشيء عندما يتعلق الأمر بتقدير المسافات بالنسبة لك كمتلقي
للضربة أو أعداءك ومع التحركات الغير مألوفة أحياناً للأعداء فنظام القتال
يعطي شعوراً بعدم الاكتمال في الكثير من جوانبه. ومع ذلك فتسديد اللكمات
أو التلويح بعصا في وجه عدوك هو مشهد لن تمل من مشاهدته.
تحتوي
اللعبة على نظام ارتقاْ شجري أشبه بألعاب الـ RPG ولكنه ليس بهذا التعقيد
إطلاقاً حيث تقوم بزيادة مهارات شخصيتك في 4 جوانب أكبرها والأكثر تشعباً
جانبي القتال والتخفي.
على كل
حال تتمتع We happy Few بتقديم تجربة فريدة من نوعها في جانب القصة
والحبكة وتقديمها لعالم تخيلي لما بعد الحرب العالمية وسيطرة الحكومات على
الشعوب يستمتع به الكثير من محبي الألعاب التي تكون القصة هي الدافع
والعامل الرئيسي فيها خصوصاً بالنظر إلى ضعف اللعبة في بعض جوانب أسلوب
اللعب، التي لن تفسد متعة اللعبة ولكن بلا شك تؤثر على التجربة ككل.
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء